السبت، 7 يونيو 2014

بغداد

مُـدّي بسـاطيَ وامـلأيأكوابي
وانسي العِتابَ فقد نسَـيتُعتابي
عيناكِ، يا بغداد، منـذُ طفولَتي
شَـمسانِ نائمَـتانِ في أهـدابي
لا تُنكري وجـهي، فأنتَ حَبيبَتي
وورودُ مائدَتي وكـأسُ شـرابي
بغداد.. جئتُـكِ كالسّـفينةِ مُتعَـباً
أخـفي جِراحاتي وراءَ ثيـابي
ورميتُ رأسي فوقَ صدرِ أميرَتي
وتلاقـتِ الشّـفَتانُ بعدَ غـيابِ
أنا ذلكَ البَحّـارُ يُنفـِقُ عمـرَهُ
في البحثِ عن حبٍّ وعن أحبابِ
بغداد.. طِرتُ على حريرِ عباءةٍ
وعلى ضفائـرِ زينـبٍ وربابِ
وهبطتُ كالعصفورِ يقصِدُ عشَّـهُ
والفجـرُ عرسُ مآذنٍ وقِبـابِ
حتّى رأيتُكِ قطعةً مِـن جَوهَـرٍ
ترتاحُ بينَ النخـلِ والأعـنابِ
حيثُ التفتُّ أرى ملامحَ موطني
وأشـمُّ في هذا التّـرابِ ترابي
لم أغتـربْ أبداً... فكلُّ سَحابةٍ
بيضاءُ، فيها كبرياءُ سَـحابي
إن النّجـومَ السّـاكناتِ هضابَكمْ
ذاتُ النجومِ السّاكناتِ هِضابي
بغداد.. عشتُ الحُسنَ في ألوانِهِ
لكنَّ حُسـنَكِ لم يكنْ بحسـابي
ماذا سـأكتبُ عنكِ يا فيروزَتي
فهـواكِ لا يكفيه ألـفُ كتابِ
يغتالُني شِـعري، فكلُّ قصـيدةٍ
تمتصُّني، تمتصُّ زيتَ شَبابي
الخنجرُ الذهبيُّ يشربُ مِن دَمي
وينامُ في لَحمي وفي أعصـابي
بغداد.. يا هزجَ الخلاخلِ والحلى
يا مخزنَ الأضـواءِ والأطيابِ
لا تظلمي وترَ الرّبابةِ في يـدي
فالشّوقُ أكبرُ من يـدي ورَبابي
قبلَ اللقاءِ الحلـوِ كُنـتِ حبيبَتي
وحبيبَتي تَبقيـنَ بعـدَذهـابي
نزار قباني

من طبع الجروح التعتك تخزن



كلهن سولفتهن .. لو بعد منهن ؟!
شد عيوني بعصابه
واخذني مغمض اندلهن
واندل وين مضمومات واعرف ليش دافنهن
مثل شايب خلص عمره
وبقى بعود الصبا يدندن
انا كلما الوذ بهالتقيه واضحك وي الناس
دمعاتي علي تفتن
شفت قصر الاماره .. ويم عبيد الله ..
تلاكه المستحيل هناك والممكن
الجسد علكاع والراس بطشت
والجامع يأذن ..
وصدى ذيج الشتايم من حرب صفين
من فوك المنابر واذني تسمعهن
ومن طعنة علي الفجر بالمحراب
اجن من السما معزيات
والنجمات دمن بالطم خدهن
ودخان المخيم بعد جواه نار
من طبع الجروح التعتك تخزن
لما نسأل التاريخ .. ياهو التستحي منهن ؟؟!
يدفن راسه بجفوفه
يكول هواي بجني وسجلهن ضاع .. ومضيع دفاترهن
عدا ذيج الاجساد الطاهره الظلت ثلث تيام
ومن ذاك النزف صار التراب بكربلا لين
عدا جفوف الكمر عباس ..
ماذب رايته وثنين اديه ذبهن
عدا سوط الشمر حرك ثنايا حسين
مدري شجاوبنه وبالعجل سدهن
عدا عيون الفواطم من مشت للشام
عين على التراب وعين تربى لجسد والدهن
عدا السجاد فوك النوك
واديه من السناسل ظل ينز دمهن 

لـ كاظم اسماعيل الكاطع